مادلين " الزهرة المتوحشة "

فى احد الثواني .. فى نهاية احد الليالي .. عزمت على الترحال!!
خرجت مع بصيص اول شعاع شمس يرسل ليضىء سماء طريقي ..
خرجت قاصدا التطلع لطلاسم وغموض تلك الغابة الواسعة المترامية الاطراف..
ففيها سوف اجد مقصدي .. قدري وسبيلي !!
اخذت اتمشى لوحدي مشيا حذرا ..!!
تعانقت شفتاي وابتعدت دقات قلبي بصوتها المرتفع لتصل الى اعلى قمم تلك الاشجار المحيطة بي ..
فقد دوت اصوات الوحوش فى بطن الغابة .. وصوتها يقترب مني ..!!
وقفت اتطلع لطرف الغابة الذى تختلسه تلك الاصوات لكي تصل الى مسامعي وتملئني فزع ..
وفى نفس هذه اللحظة راودني هاتف يصيح فى اذني ان تكون تلك هى لحظة الانسحاب ..
ويكون الرجوع والتقهقر سبيلي الوحيد..
وكفاني حب استطلاع والا ستكون تلك هى نفسها لحظة الهلاك ..!!
ولكن كيف ؟
كيف يكون الانسحاب وقد اتيت قاصدا تلك الغابة .. قاصدا ان اكتشف اسرارها !!
واصواتها الكامنة بين حدود شجيراتها اعرفها واعرف ان هناك مخاطر تحيط بي ..
فلابد من ان تكون تلك هي البداية ..!
وكفاني فزع ورعب ...

متابعة...

نعم كفاني فزع ورعب ..!!
فرحت امشي باحثا عن تلك الاصوات ..
وفجاة...!!
ذهبت اشعة الشمس من امام عيناي رغم انتشارها بين فروع الاشجار..
فقد رايت امامي أسود تحرسها من الخلف نمور ..
فما كان لي من رد فعل سوى الرجوع الى الوراء بخطوات حذرة ..
ولكني رايت بعيني فريق اخر من الذئاب ينتظر ما سوف يتبقي من جسدي
من فتاتات ربما يتركها لهم ملوك وامراء تلك الغابة الهوجاء..!!
حاولت ان اتسلق احدى الشجيرات التى وقفت على جذورها الممتدة فوق
سطح الارض..
حاولت ان امسك احد فروعها ولكن دون جدوي ..!!
لكني منعت كرها ..
فعلى ذالك الفرع يمتد جسد ثعبان تعلو رأسه وتتحرك فى الهواء..
افرج فكيه .. واخرج لسانه فى شره اليا ..
ولكنه منع هو الاخر من مهاجمتي خوف من ذالك الذي يترقبنا ويعلو احد الفروع
العالية ..!!
انه نسر قد احتار فى من سوف ينقض عليه اولا ..
انا ام ذالك الثعبان .....؟!!
تعالت نبرات اصوات تلك الوحوش .. معلنة بدا الهجوم عليا ..
عندما اردت ان اخذ خطوة جانبا لاحتمي وراء احد الاشجار .
ولكنهم فى كل خطوة يخطوها نحوي كان يتعقبها تردد منهم في اتمام الهجوم ..!!
نظرت الي اعينهم فوجدتها تتجه نحو زهرة تعلو ساق طويلة تماثل كتفي في الارتفاع..
ادركت ان في تلك الزهرة سر يجعلهم يؤجلون موعد الهجوم ..
وربما لن يتم وهى بجواري وانا احتمي بها .
هممت لكي اقطف هذه الزهرة حتي ينصرفوا وكان هذا ظن ليس بحسن مني ..
ولكني اردت ذالك فقط حتي استطيع الخروج من تلك الغابة السوداء ..
رفعت يدي محاولا قطفها ..
وفجاة ...!!!!!



متابعة


.
.
.

وفجاة اوقفني صوت مرتفع يحذرني من قطفها والا سوف يصيبني الضرر على يد..
تلك الوحوش.
نظرت الى ذالك الصوت واذا به يخرج من بين شفتي فتاة لم يتجاوز عمرها
التاسعة عشر ..شقراء رغم سواء شعرها...!!!
نظرت اليها في دهشة واستغراب ..
حيث كانت تتخلل بين تلك الوحوش وهي ترتدي ملابس شبيهة بملابس السباحة.
اخذت تلامس بيديها روؤس تلك الوحوش ثم همست في اذن احدهم ..
وكان كبيرهم.. فاذا بهم جميعا ينسحبون واحدا تلو الاخر وراءه .
ساعتها طار الخوف من قلبي عندما طار النسر وكان اخر من انصرف .
بقيت انا وهي ..
تصاحبنا تلك الزهرة الزرقاء..
اقتربت مني وهي تقول :
لو انك قطفت تلك الزهرة لكنت من الهالكين.
سالتها : من انتي وما سر تلك الزهرة ؟؟
فقالت : انني ولدت هنا بين تلك الوحوش داخل غموض هذه الغابة ..
وأبي ملك لجماعتنا التي تعيش منذ قرون هنا .
اما تلك الزهرة فعمرها هو نفس عمري .. فقد زرعت يوم ميلادي ..
وتم تسميتها باسمي " مادلين " ..
وتلك الوحوش تحرسها من بعيد وتنجيها اذا شعرت بان هناك خطر يهددها ..
خوفا منها علي حياتي .
نظرت بعينيها الي عيني نظرة استطلاع وقالت :
من انت ولما جئت الى هنا ؟؟؟




متابعة
.
.
.

فسارعتها بالجواب :
لا يهم من انا ولكني جئت باحثا عن اسرار تلك الغابة ..
وما كان منها الا مقاطعتي بقولها :
لا تتوغل فى احراش هذه الغابة فسوف
تهلك لو انك سرت بمفردك .. ونصيحتي ان ترجع من حيث اتيت ..
حتي تخرج بسلام .
ثم سارت بجانبي الى اخر شجرة على حدود تلك الغابة ووقفنا معا على طريق
السيارات المجاور للغابة .
وقالت : سوف اتركك الان و...........
واخرجت من كيس قماش معلق في رقبتها شيئ صغير عبارة عن حبة صغيرة ..
وقالت هذه هديتي وهدية الغابة لك ازرعها فهي ذكري من تلك الغابة .
وعندما تنبت وتخرج لك زهرة سوف تكون زهرة زرقاء تماثل تلك الزهرة ..
زهرتي ..
وسوف تكون لك حارسا طوال وجودها بامان دون ضرر .

ودعتني ورجعت الي الغابة واختفت بين غموض شجرها .

رجعت الي منزلي وحيدا ووقفت في حديقتي الصغيرة ووضعت تلك الحبة في حوض جانب نافذة شرفتي ..
ورويتها..
ورعيتها..
حتي اذا اتي يوم وانا انظر من نافذتي رايت تلك الزهرة..
قد تفتحت ..
تذكرت ذالك اليوم ..!!
وتلك الفتاة .....!!
وزهرتها ...
المتوحشة .

انتهت
......


كتبها : أبو نضال المصري
منذ عشرون عام خلت

...............

السلام عليكم
قصه جميله وكلمات رائعه ياريت نسمع حكايه تانيه وقصه جديده

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياكي الله وبياكي اختنا البسملة
سعدت لمرورك الحذر .. فتعالت دقات قلبي خوفا من زحفك .. وملئت رعب من
هجومك الغير معلن.
بالنسبة لملابس السباحة : غيرت الكلمة فقط هنا عندما اردت ان اضع القصة فقد كانت ملابس العوم وكان اختياري في الاصل محاولة لوصف صورة لحياة تلك
الفتاة التي نشات في الغابة بعيدا عن التمدن فعاشت الحياة في ابسط صورها داخل
قبيلتها التي يحكمها والدها .. وبين تلك الوحوش فاكتسبت منهم الحرية في كل شيئ
حتي ما يوضع علي الجسد من ملابس.. والحمد لله انها لم تقلدهم فهم بدون حتي ملابس العوم .
وقد تكون ملابسها هكذا بسبب انهم في تلك الفترة وبعيدا عن وسائل الاتصال والاقمار
الصناعية والقنوات الفضائية لم يكن لديها خبر عن النقاب ... ربما تتوب قريبا هههههههههه
ويتبقي بقية اجابتي علي سؤالك عن ملابس السباحة سوف اضعها للاخ العزيز طارق
لانه سئل نفس السؤال بعيدا عن المنتدي ولكن بصورة اخري
شكرا على مرورك
ونتمنا لكي السعادة والرقي دائما

اخيكي ابو نضال المصري

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياك الله وبياك اخي الغالي طارق " نبض قلبى " .

قد تتوقف الاصابع .. ويحتار العقل .. وتزوغ الابصار ..
تحيرا في ما يجب ان اقوله لك دائما
بلغت سعادتي زروتها بمرورك العذب الرقيق .. ولقد وضعت القصة في الاصل منتظرا ردك اكثر من اي شخص اخر.
واسعدني اعجابك بها.
اما بالنسبة للسؤال الذي حير العقول والالباب وقد تحيرت به ايضا..
اشمعنا ملابس السباحة التي لفتت نظركم ؟ هههههه
اما اجابتي عن سؤالك هذا وخاصة بعد ادمجت سؤالك باقتراح ان تكون ملابسها من
اوراق الشجر..
اقول لك : اتقي الله يا راجل راهم يدخلوا هنا شباب مراهقين ههههههههه

منذ البدايه احترت في كيف اصف ملابسها وكنت اخشي كل الخشية ان اضع كلمة
يكون بها اثارة للغرائز ولهذا وضعت كلمة ملابس السباحة لاترك لخيال القارئ مساحة ليس بها شوائب ان تثور غرائزه..

اتمني لك السعادة والرقي دائما

اخيك ابو نضال المصري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبياك اخي ابو نضال ان شاء الله تكون بخير والله توحشتك يا راجل
المهم يعطيك الف عافية على القصة الجميلة واتمنى تكون تابت متل ما قلت هههههههههه
انت مبدع
اريد ان احيي كل احبابي الذين ردوا على موضوعك واقول لهم اشتقت اليكم عساكم بخير