قا ل بلغنى يامليكتى السعيده ذات الطلعه البهيه انه لما انتهى للناس حكايتنا معا وشغف الناس بحبها صاروا يتداولونها بينهم وصارت حديث مجالس الملوك والعبيد والاغنياء والحرافيش حتى اتى يوما جلس فيه بعض الاصحاب فسال احدهم وكان يدعى ابوحمزه لماذا توقفت شهر زاد عن الكلام وماذا حدث بعد الليله الاولى بعد الالف فتعجب الحضور من سؤاله وقال احدهم بعد صمت طال صدقت اين الليالى الباقيه فرد اخر وكان له علما بالكتب والقراءه سابحث لكم فى الكتب والاقوال ثم انهم افترقوا على ان يلتقوا غدا وكان فكرهم مشغول وحيرتهم باتت معهم فى مضاجعهم فلم يستطيعوا النوم وفى الغد التقوا كما اعتادوا فبادرهم ابوحمزه هل وجدتم حلا واجابه فقال صاحبهم الكاتب لم انم من الامس وماوجدت احدا تحدث عن الليله الثانيه بعد الالف وقال الاخر انه لشئ عجيب وامر غريب اين ذهبت شهر زاد فقال ابوحمزه مالنا الا الحكيم يجيب لنا عن حيرتنا فهيا بتا اليه وامتطوا دوابهم وذهبوا الى الحكيم قالوا سلام الله عليك ياحكيم الزمان
قال عليكم السلام
فبادرهم الحكيم وطلب من الجاريه اعداد الطعام فقالوا انما اتيناك فى عجله من امرنا واردنا ان نجد عندك الراحه فى حيرتنا
فقال الحكيم ما علمت فى العجله الا الندامه فدعونا نجلس اولا
فالتفوا حوله جالسين فقال اابوحمزه يا ايها الحكيم انت كما تعلم من امرنا اخوه نلتقى فى كل مساء نتحدث فى امور الدنيا والدين ومنذا الف ليله وليله قد اتانا رجل على باب البيت يسال ان نضيفه وكنا نتبادل الجلوس كل يوما فى بيت احدنا وفى هذا اليوم كنا فى بيتى فامرت العبيد فقدموا الطعام والشراب حتى شبع وماعاد لديه مكان لالشراب ولالطعام ثم اتخذمجلسه فى وسطنا وقال عندى لكم حكايه وبدا يروى لنا حكايه شهرزاد الف ليله وليله كل يوم حكايه حتى اننا بتنا ننتظره فى شغف وشوق ياتى وبعد ان يفرغ من الاكل والشرب يروى لنا حتى اتى الى الليله الاخيره وانتظرناه فى غد فلم ياتى فذهبنا نبحث عنه حتى وجدناه فقلنا مابالك قد غبت عنا فلم تاتى
فقال قد انتهت الحكايه وماكان عندى غيرها فسالته واين ذهبت شهرزاد بعد الليله الاولى بعد الالف فلم يحر جوابا واحترنا فى امرنا حتى اتينا اليك عساك تدلنا
فتعجب الحكيم من السؤال وقال ماعندى لكم جواب ولكنى سادلكم عن رجل اعلم انه كثير الاسفار فعساه قد سمع شئ عن شهر ذاد
فشكروا الحكيم وانصرفوا بعد ان عرفوا منه اين يسكن هذا الرجل وكان اسمه ساسان من بلاد تسمى تركستان وهى بلاد بعيده وسفر يطول فاحتار الاصحاب فى امرهم ماذا يفعلون وقرورا ان ان يلتقوا غد ليتحدثوا فى امرهم
وعندما جاء الغد وجلسوا فى بيت ابوحمزه قال قد عزمت على السفر الى هذا الرجل فقال صاحبه وماكنت لتاركك تسافر وحدك سنسافر سويا فقال تيمور ومالى والمكوث فى هذه البلد وليس فيها احبتى واخوانى فبادره ابوحمزه ليس لك فى السفر معنا تيمور ولكن لك فى امر هو اهم من صحبتنا وهو اسلم لنا فانت تعلم ان لنا امور وتجاره وعبيد ولااثق الابك تدير المال وتقوم على الاعمال فقال صاحبهم الاخر وكان يدعى اركان نعم الراى رايك ابوحمزه هو ذاك فليبقى تيمور فقبل تيمور وفى عينه الدموع لفراق اصحابه وبقاؤه وحيد
وذهب اركان يودع العبيد والجوارى وقد اختار منهم من سياتى معهم واوصاهم بالدواب وقد اختارفرسه واخفى سلاحه فى طيات المتاع وكذا فعل ابوحمزه وفى الغد التقيا وكان تيمور الذى لم يغمض له جفن فى الانتظار وقد حمل لكل منهم قلاده واشياء من زينه النساء تصلح هدايا ووقف لهم مودعا حتى غاب الركب عن عينه الباكيه ثم عاد الى دار اصحابه يقوم على الوصيه هذا ما كان من امر تيمور اما ماكان من امر ابوحمزه واركان انهم سارورا الى ان جنى عليهم الليل فجلسوا ليستريحوا على مشارف بلده فقال اركان ارى ياحمزه ان الناس لنا سائلين من اين نحن والى اين ولاارى افضل من التجاره عملا نمتهنه فى سفرنا هذا وقد اتيت باشياء من الحانوت تصلح للتجاره والمبادله فقال نعم الراى رايك وحسن مافعلت هيا بنا عسانا نجد من نبيت عنده او نضرب بخيمتنا حتى تشرق الشمس
فقال اركان هى يا صاحبى
وساروا حتى دخلو البلدهفلم يقابلوا فيها احدا ولم يجدوا نار ولاصوتا فظنوا ان الناس نيام وانهم ليسوا عربا فلايوقدون نار للضيف فقال حمزه يامر العبيد اضربوا لنا خيمه ههنا تحت هذه النخل فنبيت وفى الصباح نرحل باذن الله
فاخذ العبيد فى العمل وجلس اركان وحمزه يتحدثون فاذا برجل عجوزا يتكئ على عصاه يتحسس بها الطريق ويسير بجواره كلب
وعندما سمع صوت العبيد بدا كلبه بالنباح ووقف الرجل يرتجف ف
فقال حمزه مرحبا ايها العجوز
فقال العجوز اعذرنى ياسيدى فانا لم اعلم ان الليل قد اتى فقد كنت نائما وانا كما ترانى رجلا اعمى فارجوا ان تتلمس ليا العذر فلا تعاقبنى على بقائى فى البلده بعد مغيب الشمس
فتعجب اركان وحمزه من قول الرجل فقال اركان ولماذا تعتذر ولما هذا البلده خاويه لاحياه فيها
فقال العجوز وقد ارتاح واطمأن قلبه اراكم ياساده لستم من كنت اظن قالوا ومن كنت تظننا
قال كنت اظنكم من اعوان الملك الكبير سيد المملكه الوسطى قالوا نحن من التجار وعابرين سبيل ولم نعلم اسم هذه الارض الامنك فاجلس حدثنا واروى لنا ماشأن هذه البلده واين اهلها
فقال العجوز دعونى استريح وانى لمحدثكم بامر عظيم فامروا له بالطعام والشراب حتى اذا فرغ قال
اسمعوا ياساده ماكان من امر البلده
وهنا ادرك شهريار الصباح فسكت عن الكلام المباح