بسم الله الرحمن الرحيمقسمت موضوعي الى قسمين...قسم بعنوان احترام الاديان السماوية والاخر حوار الاديان والحظاراتالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... وبعد احترام الأديان السماويةهذه محاضرة تستطيع أن تقول سؤال لشيخ حمود بن عقلاء الشعيبيفضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه اللهيتردد في بعض الأوساط والمحافل الدولية نظرية خلاصتـها أن الإسلام يحترم الأديان السماوية الأخرى .. وأنه لا فرق بين هذه الأديان كما يُزعم وبين الإسلام .. وقد عقد لهذه النظرية المؤتمرات وجمع من أجلها المجامع .. و تسنم لها بعض من قياديي العالم الإسلامي ..
فما الحكم في هذه القضية .. بارك الله فيكم وسددكم وأعانكم للخير ..الـجــواب :الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد
فقد بدأنا في الآونة الأخيرة نسمع ترديدا لشعارات منحرفة ومصطلحات غريبة بدأت تغزوا المسلمين ..
مبطنة بباطن الكفر والردة .. ملفوفة بشعارات ماكرة باسم مؤتمرات و ملتقيات حوار الأديان ، وباسم تقارب الأديان أو العالمية ، وتصريحات سياسية باسم احترام الأديان كما يزعمون ..
ويزعم أصحاب هذه الدعوة أن العالمية هي السبيل إلى جمع الناس على مذهب واحد تـزول معه خلافاتهم الدينية والعنصرية لإحلال السلام العالمي ، وقد حرص أعداء هذا الدين على إيجاد ذرائع مبطنة واستحداث وسائل مقنّعة للوصول إلى مآربهم ، وبدءوا يجاهرون بضرورة التعايش بين الأديان ، وضرورة احترام الأديان والاعتراف بها .
ويأتي النظام العالمي الجديد - أو ما يسمى بالعولمة - عاملا رئيسا في إحياء تلك الدعوة الخبيثة ، ولذا نلاحظ كثرة المؤتمرات والتصريحات السياسية لهذا الأمر ، نسمعها من العلمانيين وبعض العصريين ، ومن ملوك ورؤساء وسياسيين محسوبين على الإسلام .
ولا يخفى أن الدعوة إلى وحدة الأديان دعوة قديمة وجدت عند ملاحدة الصوفية من أهل الحلول والاتحاد .. كابن سبعين وابن هود والتلمساني .. حيث يجوزون التهود والتنصر والإسلام ، والتدين بهذه الأديان ( الفتاوى 14/ 164) .
وتزعمها أيضا التتار ووزرائهم فقال عنهم ابن تيمية رحمة الله عليه : وكذلك الأكابر من وزرائهم وغيرهم يجعلون دين الإسلام كدين اليهود والنصارى ، وأن هذه كلها طرق إلى الله بمنـزلة المذاهب الأربعة عند المسلمين . ( الفتاوى 28/523 ) .ثم جدد هذه الدعوة جمال الدين الأفغاني في القرن الماضي وساعده على ذلك تلميذه محمد عبده ، وفي العصر الحالي تبناها رجاء جارودي فيما سماه وثيقة اشبيلية ، و الآن يتبناها بعض العصريين والعقليين وبعض السياسيين برعاية أقطاب النظام العالمي الجديد أو العولمة .قال ابن تيمية رحمة الله عليه ( الفتاوى 28/524 ) : ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين أن من سوغ اتباع غير دين الإسلام أو اتباع شريعة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر .ا.هـ
ونقل الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه في النواقص العشرة أن من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر إجماعا .
وقال ابن حزم رحمه الله في مراتب الإجماع ص 119 : واتفقوا على تسمية اليهود والنصارى كفارا .
وقال القاضي عياض رحمة الله عليه كما في الشفا : ولهذا نكفر من دان بغير ملة الإسلام من الملل أو وقف فيهم أو شك أو صحح مذهبهم وإن أظهر مع ذلك الإسلام .
وما ذكره العلماء من حكم تكفيـر من صحح دين اليهود والنصارى مبني على أنه يلزم من ذلك تكذيب القرآن لأن الله سبحانه وتعالى يقول : { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه } , ويقول : { إن الدين عند الله الإسلام } .
كما يلزم منه تكذيب النبي عليه الصلاة والسلام ، حيث صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه أخبر عن نسخ الديانات الأخرى غير الإسلام ، إذ صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه رأى في يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورقة من التوراة فغضب غضبا شديدا وقال : ( أفي شك أنت يابن الخطاب ) وفي لفظ ( أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ، والله لو أن أخي موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي ) . وروى أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال : كان ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتبون التوراة فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( أحْمق الحُمق و أضل الضلالة قوم رغبوا عما جاء به نبيهم إليهم ..) الحديث .
فتبيـن من هذه النصوص التي ذكرتها وما يماثلها مما لم أذكره نسخ وبطلان أي دين غير دين الإسلام ، والعجب كل العجب أن أشخاصا من قادة المسلمين يروجون لهذه النظرية الفاسدة ، ويصرحون في المحافل العالمية الكافرة أنهم يدْعون إلى تآخى الأديان السماوية الخالدة - زعموا - .
وهل يمكن لمسلم عاقل يتصور أن هناك دينا خالدا غير دين الإسلام ؟ بعدما نسختها شريعة محمد عليه الصلاة والسلام .. علما بأن الأديان السماوية السابقة كاليهودية والنصرانية دخلها التبديل والتحريف والزيادة والنقص والكتمان بسبب ما قام به أحبار السوء والضلالة .. قال تعالى : { فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا } الآية . وقوله تعالى : { قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا } الآية .
ومع هذا التحريف والتبديل فقد نسختها شريعة محمد عليه الصلاة والسلام وأبطلتها كما سبق .نسأل الله سبحانه أن يعز دينه ويعلي كلمته وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ..أما في القسم الثاني من الموضوع فهو على هذا الشكل ....
فكانت مقتبسة من خطبة للشيخ مقبل بن حمد المقبل..
لانها اكثر توجيه لرايء ودراسة سماحة الموضوع
الحمد لله رب العالمين ، خلق وأجد ، وأشقى وأسعد ، وتوحد بالعبادة وتفرد ، أحمده تعالى وأشكره على نعمه التي تترا وتتجدد ، وأتوب إليه وأستغفره إليه الملاذ والمقصد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إياه نعبد ، وله نصلي ونسجد وإليه نسعى ونحفد ، وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله النبي الأمي القائد المسدد ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ..أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله ، اتقوا الله حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى ، واعلموا أن أجسادكم على النار لا تقوى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) .إخوة الإسلام : لقد حبانا الله بنعم عظيمة وخيرات وفيرة ، ومن أعظم نعمه وأجلها أن هدانا لهذا الدين القويم .. دين الإسلام الذي لا يقبل الله ولا يرضى دينا سواه، الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم و من لم يدخل فيه فهو كافر مستوجب لدخول النار والخلود فيها إذا مات على ذلك، ولهذا أوجب الله دعوة الناس كلِّهم من اليهود والنصارى وغيرهم إلى الإسلام وجهادهم لإعلاء كلمة الله ودينه ليدخل في الإسلام من شاء الله أو يخضع لسلطان الحق، قال تعالى:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.
عباد الله .. وعلى الرغم من سيادة هذا الدين العظيم ، وعزة أهله ، ووعد الله لهم بالنصر المبين والعلو على العالمين إلا أن ثمت دعواتٌ غصت به الحناجر وسالت بها أحبار الصحف ، وامتلأت بالتطبيل لها سائر قنوات الإعلام ، بل افتتن بها بعض الناس وصار يصدح بها في المجالس والمنتديات منساقا خلف الشبه الباطلة التي يتشدق بها مرددو هذه الدعوات ، إنها دعوات تؤثر في العقيدة بل تطفيء جذوة الإيمان عند من اعتقدها وعلم مغزاها .. إنها دعوات يراد من ورائها التسوية بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والكفر والإيمان .. دعوات يراد منها وأد الدعوة إلى الله تعالى والجهاد في سبيله ، وإصلاح الناس ودلالتهم على الرشاد ولذلك يطبلا لها الكفار لأنها في صفهم ومن صالحهم .. إنها دعوات عززتها سيطرة الكفار على المسلمين في مجالات الحياة كلها ، ووثقت حبالها قنوات الفضاء التي تثير الشبه في الناس حتى صار من أبناء الموحدين من يعتقد صحة مذهب النصارى واليهود ما داموا يؤمنون بكتاب سماوي . دعوات استمرأها الضعفاء خوفا من وصف الإرهاب، أو التشدد ، وبحثا عن التسامح المنكوس الذي يكيد به أعداء الأمة دول العالم الإسلامي وشعوبَها .. إنها الدعوة إلى \" التقريب بين الإسلام والنصرانية\"، أو \" دعوة التقريب بين الأديان\"، أو \"وحدة الأديان\"، أو \"توحيد الأديان الثلاثة\"، أو \"الإبراهيمية\"، أو \"وحدة الكتب السماوية\"، ومن عباراتهم عن هذه الدعوة \"الإخاء الديني\"، و \"نبذ التعصب الديني\"، وكل هذه الأسماء والعبارات من لبس الحق بالباطل، ومن زخرف القول لتزيين الباطل، وقد يمعنون في الخداع والتلبيس فيعبرون عن هذه الدعوة بـ \"حوار الحضارات\" أو \" حوار الأديان\"، وكم ضجرت آذاننا من سماع هذا المصطلح في الآونة الأخيرة والغاية من هذه الدعوة أحد أمرين:
الأول : احترام الأديان الباطلة، أو احترام ما يسمى بالأديان السماوية كاليهودية والنصرانية، وذلك بعدم الطعن فيها، وبترك الجهر ببطلانها، وترك إطلاق اسم الكفر على من يدين بها، وهذا ما يعبر عنه بعضهم بـ \" التعايش السلمي بين أهل الملل الثلاث\".
الثاني : الاعتراف بصحتها، وبأنها طريق إلى الله كالإسلام، ومعنى هذا أن كلاً من اليهود والنصارى والمسلمين لا فرق بينهم إذ كل منهم على دين صحيح.وهذه حقيقة الوحدة المزعومة، وبهذا يكونون إخوة فلا عداوة ولا بغضاء؛ بل لا دعوة ولا جهاد.
عباد الله : إن القول بهذه الدعوة واعتقاد هذه الوحدة المزعومة بين الأديان كفر بواح ، وناقض من نواقض الإسلام .. وثمت أمور مهمة يجب أن نعيها وندركها ونعتقدها اعتقادا جازما نحن المسلمين ، أكددها وقررها علماء الإسلام الربانيون ..
وهي ما يلي ـ بتصرف يسير نقلا عن كلام نفيس للعلامة عبدالرحمن البراك حفظه الله في هذا الباب ـ :
أولا : أن الدين عند الله الإسلام، وهو دين الرسل كلهم . و أن الله لا يقبل من أحد دينا سواه. ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) .
ثانيا : أن الإسلام بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم مختص فيما جاء به وفي أتباعه.
ثالثا : أن كل من خرج عن شريعة الإسلام التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر؛ لأن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامة فلا يسع أحدًا الخروجُ عمَّا جاء به.
رابعا : أن اليهود والنصارى كفار تجب دعوتهم إلى الإسلام وجهادهم إذا تهيأت أسبابه، كما تجب دعوة المشركين وجهادهم لتكون كلمة الله هي العليا ودينه الظاهر، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} .
خامسا : أن من صحح دين اليهود والنصارى الذي هم عليه بعد التحريف والتبديل والنسخ؛ فهو كافر مرتد عن الإسلام.
سادسا : أن من مات من اليهود والنصارى وغيرهم على كفره، وقد بلغته دعوة الإسلام؛ فهو من أهل النار خالدا فيها، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ}[البينة:7]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: \" والذي نفسي محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به؛ إلا كان من أصحاب النار\". رواه مسلم.سابعا : وجوب البراءة من الكافرين ومن دينهم، وبغضِهم وعداوتهم حتى يؤمنوا بالله وحده.
ثامنا : بطلان دعوة التقريب بين الأديان، أو وحدة الأديان، وأنها دعوة كفرية؛ لأنها تتضمن صحة دين اليهود والنصارى الذي هم عليه، وهو دين باطل.تاسعا : تحريم ما يتخذ وسيلة إلى ذلك، مثل ما يسمى بـ: \"حوار الأديان\"، ونحوه من الأسماء، وأما الحوار بين المسلمين وأهل الأديان الباطلة لدعوتهم إلى الدخول في الإسلام على أساس من قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}[آل عمران:64]، فهو من سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108].
عاشرا : تحريم ما يسمى \"احترام الأديان\" و \"التسامح بين الأديان\" الذي مضمونه ترك الطعن في الأديان الباطلة كاليهودية والنصرانية وغيرهما؛ فإنه لا دين يجب احترامه إلا دين الإسلام؛ لأنه الدين الحق، دون ما سواه. ولهذا لما أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، غضب النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال: \"أمتهوكون فيها يا بن الخطاب؟! .. والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني\". رواه أحمد.
الحادي عشر : أنه لا أخوة بين المسلمين والكفار، فلا يجوز أن يقال: إخواننا النصارى أو غيرهم من الكافرين، وإنما الأخوة والولاء بين المؤمنين، قال تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات:10]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:\" وكونوا عباد الله إخوانا\" متفق عليه، {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [التوبة:71]، .أسأل الله تعالى أن يهدينا وسائر المسلمين صراطه المستقيم صراط{الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين، وأن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا، ويكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، ويجعلنا من الراشدين فضلا منه ونعمة والله عليم حكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله ..الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين ..
إخوة الإسلام : لا مزايدة علينا في أن دين الإسلام يحث على الحوار ويدعو إليه ، ولقد تكاثرت النصوص في الكتاب والسنة الدالة على أصالة الحوار في دين الإسلام، فهاهو القرآن الكريم يروى لنا حوار الرسل مع أقوامهم ومن ذلك:
حوار نوح عليه السلام مع قومه {قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }هود32 وحوار إبراهيم مع قومه {وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ }الأنعام80 ونقل القرآن كذلك حوار الله تعالى مع الملائكة { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء }البقرة30 بل صرح القرآن بحوار الله تعالى مع شر خلقه إبليس حين أبى السجود .
ولقد امتثل المصطفى صلى الله عليه وسلم خلق الحوار في دعوته ومسيرته فحاور صلى الله عليه وسلم أهل الكتاب من يهود المدينة ونصارى نجران ، وكاتب ملوك الأرض وأبرز مثال في ذلك كتابه إلى هرقل عظيم الروم . . ولكن هذا الحوار إنما هو حوار دعوي لدعوتهم إلى الإسلام ، وإيضاح محاسنه لهم ، وبيان ما هم عليه من باطل ، واستنقاذهم من ظلمات الشرك والجهل . وهذا النوع من الحوار مطلوب شرعاً وعقلا ، وعلى منواله نأمل أن تتجه مبادرات ولاة الأمر من علماء وأمراء هذه البلاد المباركة حرسها الله من كل سوء ومكروه .
هذا و صلوا وسلموا على من آمركم الله بالصلاة والسلام عليه .[/
b]
[b] بارك الله فيكم جميعا وجزاكم الله كل خير فان وفقت فمن الله وانت اخطات فمن نفسي او الشيطان
ارجو ان اكون قد وضحت بعض الامور التي كانت او اشك انها كانت غامضة....
فعلى كل شخص قبل ان يتحدى شيء فيجب ان يكون قادر عليه او ملم بشيء الذي يتحداه...
كان يعرف كل شيء عنه وعارف لخباياه ونقاط الضعف...لانو فاقد الشيء لايعطيه
فعلى المسلم منا ان يلم بدينه اولا وان يتطرق لتعلم دينه اكثر ويتوسع فيه من كل جانب..
وان يقتد بسنة نبينا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم...وتطيبقها...
ارجو ان تسالو انفسكم هذا السؤال ..هل نحن في وضعية أفضل للجدال والنقد...فيما لانستطيع مجادلة من يحوارنا ؟؟؟؟[b][b][center]