أن تشعر بالدفء بين ذراعي إنسان ..
أن تلتقط همساته ، رجفاته ، كلماته ، كـ ريش أبيض يطفو على ضفة النهر !
أن تتحدث معه و أنت لا تدري إن كان للصمت محطة في طرقات حديثكما أم للحديث مكان بين سدود صمتكما ..!
أن تكون أعمى .. لكنك تراه ..! أن تكون أصم لكنك تسمعه .. أن تكون أخرس .. و لكن قلبك يبوح له بكل الحديث الذي لا يستطيع نطقه اللسان !
أن تكون أنت .. لكنك لا تكون ! تموت و تحيا بين راحتيه قطعة صلصال قابلة للتشكيل ..! تتألم عندما ترى دموعه و تأن حواسك .. حتى يبتسم .. ، فتكون أنت و هو شخصين بقالبين مختلفين .. تتمنى أحيانا أن تكونا قطعتا ثلج تحت سطوة الشمس .. لتنصهرا معاً !
تضيع بين الآخرين .. تبحث عن نفسك .. فتجده هو !
و عندما لا يكون ، لا تكون .! تُسافر الروح .. تبحث عنه في وجوه الآخرين .. تتحسس أصابعه على مقابض الباب .. تبحث عن ظله عند الشرفة .. عن نظراته قرب النافذة .. و عندما يُضنيك التعب .. و يُشقيك الحنين تجده في قلبك ..!
و أحياناً .. تشتاقه جداً .. فلا تجده بالقرب .. يُرهقك الصمت .. فتكتب ، ترسم ، تصرخ .. ثم تبكي .. لأنك نسيت لوهلة أن أحبار العالم و أوراقه لا تستطيع أن تحمل أثقالك .. فقط هو يستطيع !!
و أحياناً أخرى .. تكون فحسب وردة غاردينيا مكسورة الساق! قطعة فحم سوداء أرهقها الخط على حائِط مُبلل ! بلورة زجاجية مُشرخة تحفظ بين هُشامِها ماء ..! ذلك عندما يُصاب هو بالخرس !
[/size]