فصة من الواقع
تزوجها و هي في السادسة عشر و كانت لا تفهم من الحياة شيءا ،لا تعرف معنى المسؤولية و بناء الاسرة ،وقد كان شديدا معها و بقدر طيبته التي كان يخفيها بقدر قسوته التي كان يبديها ،كان يغار عليها و يحبها و لكن في اعماقه فقط بدعوى أن المرأة لا يحق لها أن تعامل معاملة حسنة من طرف زوجها كانت تعاني و تعتقد أن الحياة هكذا و أن الرجل الآمر الناهي و له السلطة العليا في كل شيء .
و تمر الأيام و السنين و ترى المسكينة ضائعة تحت مبادئ لا معنى لها ،مبادئ بعيدة عن الدين خاطئة تقريبا في كل شيء ،مقيدة تحت عادات و تقاليد خاطئة .... و كل يوم يمر يأتي يوم اصعب من الذي مضى و يتوقف زوجها عن العمل فذاك الوقت كان المستعمرقد شرد الكثيرين ،و لاجل أولادها التي كانت تريدهم أن ينجحوا في دراستهم كانت تكافح و كانت تعمل في النسيج و الخياطة كانت ماهرة و كانت تسهر الليل بطوله كي تلبي طلبات زبائنها ،و كان زوجها لا يأبه لذلك و يقول لها نامي فغدا لا ينفعك أحد سوى صحتك .
كانت تحاول قدر المستطاع أن تسعد الأولاد و أن توفر لهم الكتب و الكراريس كانت تريدهم أن ينجحوا ليحققوا لها ما لم تحققه هي لنفسها.
و تمر الأيام و يكبر الأولاد و كل منهم سطر حياته كما يريد و كما تريد الضروف و كانت هي المسكينة تأمل و تتمنى .....
و في يوم ما مرض زوجها و دخل المستشفى و زارته أخته و قالت له يا عبد الرحمان إن الله لم يعطيك المال و لكن قد أعطاك الزوجة الصالحة ..... و للقصة بقية