الأوان فقد كان المزارع يتقدم منها بكل حزن وهو يحمل المنشار الحديدي , فقد خيبت الشجرة كل ظنونه ولم يعد هناك مفر من قطعها , التفتت الشجرة بكل خوف لتطلب المساعدة بكل من كانت تعرفهم ولكن لم يلتفت أحد لها ... , فالعصفور الصغير يوما بالدفء في أحضانها والأوراق التي تيبست وصارت ترابا متناثرا في الهواء , والناس كل الناس لا زالوا يذكرونها وهي تمنع عنهم الظل ونسمة الهواء , وكما لم ترحم الشجرة أحدا وقت شبابها , لم تجد وقت موتها من السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
من يرحم الشجرة
كانت الشجرة الشامخة تضرب بجذعها في الأرض وترتفع برأسها في عنان السماء, وهي تهز أوراقها بكل فخر, فهي تشعر طوال حياتها بتفوقها على الأصدقاء, وكيف لا ...... وهي الأطول والأرسخ , ومن أجل هذا الإحساس فقد كانت ترفض عشرات الطيور أن تسكن أعشاشها بسبب أنها لا تستحق العيش فيها , كما كانت تسارع بنقض أوراقها اليابسة قبل ميعادها وهي تدعي أنها تشوه جمال منظرها . لم يكفها ذلك بل تركت كل الأشجار وابتعدت عن صداقتهم مدعية أنها لا ترتقي لمكانتها ولقدرها .
أما البشر الذين كانوا يقصدونها للبحث عن الظل فقد كانت تؤذيهم بزج فروعها في وجوههم أو بإسقاط الأوراق الجافة فوق رؤوسهم ، حتى الحشائش الصغيرة التي كانت تنمو تحت أقدامها لم تسلم منها , فقد كانت تتمايل يمينا ويسارا لتضايقها وتحرمها من راحة البال , وبهذا لم يسلم من شرها أحد فقد اختارت لنفسها أن تصبح عدو للجميع .
مرت بها الأيام على هذا الشكل و هي تشعر بأي مشكلة فالكل يرغب فيها وهي ترفض الجميع حتى هجرتها الطيور وتساقط معظم أوراقها , كما لم يزورها أي إنسان , حتى الحشائش الصغيرة جفت وتيبست يائسة من الحياة في ظلها .التفت الشجرة لنفسها فرأت ما أفزعها ... , فقد تساقط معظم أوراقها وتهالكت أعشاشها, أما ما بقي منها فكان الجذع اليابس المسكين الذي أصابته الشيخوخة قبل الأوان فلم يعد ينفعه ري أو جو صحو.
والتفتت الشجرة إلى أصدقائها لأول مرة فوجدتهم يضمون أعشاشهم ويستقبلون موالدهم من البراعم الخضراء وهم يظللون كل عابر سبيل يقصدهم أو يدق بابهم, عندها فقط أدركت الشجرة ما وقعت فيه من خطأ... , ولكنها أدركته بعد فوات يرحمها.
هي آفة الغـرور ,, وهو مرض التكبر ..
هي آفة الأنانيه ,, وهو مرض الكبـر !
فيالها من شجره عنيده ,, حرمت نفسها من الصحبه
وحرمت الجميع من الفائده ..
ويالها من شجره مغروره ,, التفتت للمظاهر فأحبت
منظرها ,, وقبحت كل المظاهر في عيناها الزائفه ! ..
ويالها من شجـرة متعجرفه ,, غرها شبابها
فوجدت نفسها فجأه تسبح في شيخوختها دون طوق للنجـاه ! ..
هي شجره واحده ضمن حديقة ! .. ولكنها تمثل شجرات كثيره
في حياتنا ,, فما أكثرها تلك الوجوه التي ترى نفسها الأفضل والأحسن
وتعتقد بأنها تعرف كل شي .. لكنها في النهايه لا تفقه أي شئ ,,